فصل: بَاب الْأَذَان للصَّلَاة الْفَائِتَة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب إِذا اسْتَيْقَظَ عِنْد طُلُوع الشَّمْس هَل يُؤَخر الصَّلَاة حَتَّى ترْتَفع الشَّمْس:

البُخَارِيّ: حَدثنَا عمرَان بن ميسرَة، ثَنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل، ثَنَا حُصَيْن، عَن عبد اللَّهِ بن أبي قَتَادَة، عَن أَبِيه قَالَ: «سرنا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة فَقَالَ بعض الْقَوْم: لَو عرست بِنَا يَا رَسُول اللَّهِ: قَالَ: إِنِّي أَخَاف أَن تناموا عَن الصَّلَاة. قَالَ بِلَال: أَنا أوقظكم. فاضطجعوا وَأسْندَ بِلَال ظَهره إِلَى رَاحِلَته فَغلبَتْ عَيناهُ فَنَامَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد طلع حَاجِب الشَّمْس فَقَالَ: يَا بِلَال، أَيْن مَا قلت؟ قَالَ: مَا ألقيت عَليّ نومَة مثلهَا قطّ. قَالَ: إِن الله قبض أرواحكم حِين شَاءَ، وردهَا عَلَيْكُم حِين شَاءَ، قُم يَا بِلَال فَإِذن بِالنَّاسِ بِالصَّلَاةِ، فَتَوَضَّأ فَلَمَّا ارْتَفَعت الشَّمْس وابياضت قَامَ فصلى».

.بَاب الْأَذَان للصَّلَاة الْفَائِتَة:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا أبان، ثَنَا معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن أبي هُرَيْرَة فِي هَذَا الْخَبَر قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تحولوا عَن مَكَانكُمْ الَّذِي أَصَابَتْكُم فِيهِ الْغَفْلَة. قَالَ: فَأمر بِلَالًا فَأذن وَأقَام وَصلى».
قَالَ أَبُو دَاوُد: رَوَاهُ مَالك وسُفْيَان بن عُيَيْنَة والْأَوْزَاعِيّ وَعبد الرَّزَّاق، عَن معمر وَابْن إِسْحَاق، لم يذكر أحد مِنْهُم الْأَذَان فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ هَذَا، وَلم يسْندهُ أحد إِلَّا الْأَوْزَاعِيّ وَأَبَان الْعَطَّار، عَن معمر.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد، عَن ثَابت الْبنانِيّ، عَن عبد اللَّهِ بن رَبَاح الْأنْصَارِيّ، ثَنَا أَبُو قَتَادَة «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سفر لَهُ فَمَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وملت مَعَه فَقَالَ: انْظُر. فَقلت: هَذَا رَاكب، هَذَانِ راكبان، هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة، حَتَّى صرنا سَبْعَة. فَقَالَ: احْفَظُوا علينا صَلَاتنَا- يَعْنِي: صَلَاة الْفجْر- فَضرب على آذانهم، فَمَا أيقظهم إِلَّا حر الشَّمْس، فَقَامُوا فَسَارُوا هنيَّة ثمَّ نزلُوا فَتَوضئُوا، وَأذن بِلَال فصلوا رَكْعَتي الْفجْر، ثمَّ صلوا الْفجْر وركبوا، فَقَالَ بَعضهم لبَعض: قد فرطنا فِي صَلَاتنَا. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّه لَا تَفْرِيط فِي النّوم، إِنَّمَا التَّفْرِيط فِي الْيَقَظَة، فَإِذا سَهَا أحدكُم عَن صلَاته فليصلها حِين يذكرهَا، وَمن الْغَد للْوَقْت».

.بَاب هَل يتَنَفَّل قبلهَا:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عَليّ بن نصر، ثَنَا وهب بن جرير، ثَنَا الْأسود بن شَيبَان، ثَنَا خَالِد بن سمير قَالَ: «قدم علينا عبد اللَّهِ بن رَبَاح الْأنْصَارِيّ من الْمَدِينَة، وَكَانَت الْأَنْصَار تفقهه، فحدثنا قَالَ: حَدثنِي أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ فَارس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيش الْأُمَرَاء- بِهَذِهِ الْقِصَّة- قَالَ: فَلم يوقظنا إِلَّا الشَّمْس طالعة، فقمنا وهلين لصلاتنا، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رويدا رويدا. حَتَّى إِذا تعالت الشَّمْس قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من كَانَ مِنْكُم يرْكَع رَكْعَتي الْفجْر فليركعهما. فَقَامَ من كَانَ يركعهما وَمن لم يكن يركعهما فركعهما، ثمَّ أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يُنَادي بِالصَّلَاةِ، فَنُوديَ بهَا، فَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: أَلا إِنَّا نحمد اللَّهِ أَنا لم نَكُنْ فِي شَيْء من أَمر الدُّنْيَا يشغلنا عَن صَلَاتنَا، وَلَكِن أَرْوَاحنَا كَانَت بيد اللَّهِ- جلّ وَعز- فأرسلها أَنِّي شَاءَ، فَمن أدْرك مِنْكُم صَلَاة الْغَدَاة من غَد صَالحا فليقض مَعهَا مثلهَا».
مُسلم: حَدثنِي مُحَمَّد بن حَاتِم وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي، كِلَاهُمَا عَن يحيى، قَالَ ابْن حَاتِم: ثَنَا يحيى بن سعيد، ثَنَا يزِيد بن كيسَان، ثَنَا أَبُو حَازِم، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «عرسنا مَعَ نَبِي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم نستيقظ حَتَّى طلعت الشَّمْس، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليَأْخُذ كل رجل بِرَأْس رَاحِلَته؛ فَإِن هَذَا منزل حَضَرنَا فِيهِ الشَّيْطَان. فَفَعَلْنَا، ثمَّ دَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأ، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ- وَقَالَ يَعْقُوب: ثمَّ صلى سَجْدَتَيْنِ- ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فصلى الْغَدَاة».

.بَاب من صلى جمَاعَة بعد ذهَاب الْوَقْت:

النَّسَائِيّ: أخبرنَا هناد بن السّري، عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عَطاء بن السَّائِب، عَن بريد بن أبي مَرْيَم، عَن أَبِيه قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر فأسرينا لَيْلَة، فَلَمَّا كَانَ فِي وَجه الصُّبْح نزل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَامَ ونام النَّاس مَعَه، فَلم نستيقظ إِلَّا بالشمس قد طلعت علينا، فَأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤَذّن فَأذن ثمَّ صلى الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْفجْر، ثمَّ أمره فَأَقَامَ فصلى بِالنَّاسِ، ثمَّ حَدثنَا بِمَا هُوَ كَائِن حَتَّى تقوم السَّاعَة».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر، ثَنَا شُعْبَة، عَن جَامع بن شَدَّاد قَالَ: سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن أبي عَلْقَمَة قَالَ: سَمِعت عبد الله بْن مَسْعُود قَالَ: «أَقبلنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زمن الْحُدَيْبِيَة فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يكلؤنا؟ فَقَالَ بِلَال: أَنا. فَنَامُوا حَتَّى طلعت الشَّمْس، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: افعلوا كَمَا كُنْتُم تَفْعَلُونَ. قَالَ: فَفَعَلْنَا. قَالَ: فَكَذَلِك فافعلوا لمن نَام أَو نسي».

.بَاب قَضَاء الصَّلَاة الأولى فَالْأولى:

مُسلم: حَدثنِي أَبُو غَسَّان المسمعي وَمُحَمّد بن الْمثنى، عَن معَاذ بن هِشَام، قَالَ أَبُو غَسَّان: ثَنَا معَاذ بن هِشَام، حَدثنِي أبي، عَن يحيى بن أبي كثير، حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، عَن جَابر بن عبد اللَّهِ «أن عمر بن الْخطاب يَوْم الخَنْدَق جعل يسب كفار قُرَيْش، وَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، وَالله مَا كدت أَن أُصَلِّي الْعَصْر حَتَّى كَادَت أَن تغرب الشَّمْس، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فوَاللَّه إِن صليتها. فنزلنا إِلَى بطحان فَتَوَضَّأ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوضأنا، فصلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْر بعد مَا غربت الشَّمْس، ثمَّ صلى بعْدهَا الْمغرب».

.بَاب إِذا أخر الإِمَام الصَّلَاة عَن وَقتهَا:

مُسلم: حَدثنَا خلف بن هِشَام، ثَنَا حَمَّاد بن زيد، وحَدثني أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي وَأَبُو كَامِل الجحدري قَالَا: حَدثنَا حَمَّاد، عَن أبي عمرَان الْجونِي، عَن عبد اللَّهِ بن الصَّامِت، عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَيفَ أَنْت إِذا كَانَت عَلَيْك أُمَرَاء يؤخرون الصَّلَاة عَن وَقتهَا- أَو يميتون الصَّلَاة عَن وَقتهَا-؟ قَالَ: فَمَا تَأْمُرنِي؟ قَالَ: صل الصَّلَاة لوَقْتهَا، فَإِن أدركتها مَعَهم فصل فَإِنَّهَا لَك نَافِلَة». وَلم يذكر خلف: «عَن وَقتهَا».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا جَعْفَر بن سُلَيْمَان، عَن أبي عمرَان بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَر، إِنَّه سَيكون بعدِي أُمَرَاء يميتون الصَّلَاة، فصل الصَّلَاة لوَقْتهَا، فَإِن صليت لوَقْتهَا كَانَت لَك نَافِلَة، وَإِلَّا كنت قد أحرزت صَلَاتك».
وحَدثني يحيى بن حبيب الْحَارِثِيّ، ثَنَا خَالِد بن الْحَارِث، ثَنَا شُعْبَة، عَن بديل: سَمِعت أَبَا الْعَالِيَة، يحدث عَن عبد اللَّهِ بن الصَّامِت، عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضرب فَخذي: «كَيفَ أَنْت إِذا بقيت فِي قوم يؤخرون الصَّلَاة عَن وَقتهَا؟ قَالَ: فَمَا تَأمر؟ قَالَ: صل الصَّلَاة لوَقْتهَا، ثمَّ أذهب لحاجتك، فَإِن أُقِيمَت الصَّلَاة وَأَنت فِي الْمَسْجِد فصل».

.[أبواب صلاة الجماعة:]

.بَاب وجوب الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة:

مُسلم: حَدثنَا ابْن نمير، ثَنَا أبي، ثَنَا الْأَعْمَش.
وثنا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب وَاللَّفْظ لَهما- قَالَا: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن أثقل صَلَاة على الْمُنَافِقين: صَلَاة الْعشَاء، وَصَلَاة الْفجْر، وَلَو يعلمُونَ مَا فيهمَا لأتوهما وَلَو حبوا، وَلَقَد هَمَمْت أَن آمُر بِالصَّلَاةِ فتقام، ثمَّ أَمر رجلا فَيصَلي بِالنَّاسِ، ثمَّ أَنطلق معي بِرِجَال مَعَهم حزم من حطب إِلَى قوم لَا يشْهدُونَ الصَّلَاة، فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم بالنَّار».
مُسلم: حَدثنِي عَمْرو النَّاقِد، ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة، عَن أبي الزِّنَاد، عَن الْأَعْرَج، عَن أبي هُرَيْرَة «أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد نَاسا فِي بعض الصَّلَوَات، فَقَالَ: لقد هَمَمْت أَن آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ أُخَالِف إِلَى رجال يتخلفون عَنْهَا فآمر بهم فيحرقوا عَلَيْهِم بحزم الْحَطب بُيُوتهم، وَلَو علم أحدهم أَنه يجد عظما سمينا لشهدها» يَعْنِي: صَلَاة الْعشَاء.
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد اللَّهِ بن يُوسُف، أَنا مَالك، عَن أبي الزِّنَاد- بِهَذَا الْإِسْنَاد- أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد هَمَمْت أَن آمُر بحطب فيحطب، ثمَّ آمُر بِالصَّلَاةِ فَيُؤذن لَهَا، ثمَّ آمُر رجلا فيؤم النَّاس، ثمَّ أُخَالِف إِلَى رجال فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَو يعلم أحدهم أَنه يجد عرقا سمينا أَو مرماتين حسنتين لشهد الْعشَاء».
مُسلم: حَدثنَا أَحْمد بن عبد اللَّهِ بن يُونُس، ثَنَا زُهَيْر، ثَنَا أَبُو إِسْحَاق، عَن أبي الْأَحْوَص سَمعه مِنْهُ، عَن عبد اللَّهِ: «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لقوم يتخلفون عَن الْجُمُعَة: لقد هَمَمْت أَن آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ أحرق على رجال يتخلفون عَن الْجُمُعَة بُيُوتهم».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا النُّفَيْلِي، ثَنَا أَبُو الْمليح، حَدثنِي يزِيد بن يزِيد، حَدثنِي يزِيد بن الْأَصَم قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لقد هَمَمْت أَن آمُر فتيتي فيجمعوا حزما من حطب، ثمَّ آتى قوما يصلونَ فِي بُيُوتهم لَيست بهم عِلّة فأحرقها عَلَيْهِم». قلت ليزِيد بن الْأَصَم: يَا أَبَا عَوْف، الْجُمُعَة عني أَو غَيرهَا؟ فَقَالَ: صمتا أذناي إِن لم أكن سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يأثره عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا ذكر جمعه وَلَا غَيرهَا.
مُسلم: حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وسُويد بن سعيد وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي، كلهم عَن مراون الْفَزارِيّ. قَالَ قُتَيْبَة: ثَنَا الْفَزارِيّ، عَن عبيد اللَّهِ بن الْأَصَم، ثَنَا يزِيد بن الْأَصَم، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: «أَتَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل أعمى فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنَّه لَيْسَ لي قَائِد يقودني إِلَى الْمَسْجِد. فَسَأَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يرخص لَهُ فَيصَلي فِي بَيته، فَرخص لَهُ، فَلَمَّا ولى دَعَاهُ فَقَالَ: هَل تسمع النداء بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: نعم. قَالَ: فأجب».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا حَمَّاد، عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة، عَن أبي رزين، عَن ابْن أم مَكْتُوم، أَنه سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي رجل ضَرِير الْبَصَر، شاسع الدَّار، ولي قَائِد لَا يلازمني، فَهَل لي رخصَة أَن أُصَلِّي فِي بَيْتِي؟ قَالَ: هَل تسمع النداء؟ قَالَ: نعم. قَالَ: لَا أجد لَك رخصَة».
قَاسم بن أصبغ: حَدثنَا إِسْمَاعِيل القَاضِي- هُوَ ابْن إِسْحَاق- ثَنَا سُلَيْمَان بن حَرْب، ثَنَا شُعْبَة، عَن حبيب بن أبي ثَابت، عَن سعيد بن جُبَير، عَن ابْن عَبَّاس، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من سمع النداء فَلم يجب، فَلَا صَلَاة لَهُ إِلَّا من عذر».
حَدَّثَنِيهِ الْقرشِي: ثَنَا شُرَيْح، ثَنَا عَليّ بن أَحْمد، ثَنَا أَحْمد بن قَاسم، ثَنَا أبي قَاسم بن مُحَمَّد بن قَاسم، ثَنَا جدي قَاسم بن أصبغ، فَذكره.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس، ثَنَا زَائِدَة، ثَنَا السَّائِب بن حُبَيْش عَن معدان بن أبي طَلْحَة الْيَعْمرِي، عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ: سَمِعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «مَا من ثَلَاثَة فِي قَرْيَة وَلَا بَدو لَا تُقَام فيهم الصَّلَاة، إِلَّا استحوذ عَلَيْهِم الشَّيْطَان، فَعَلَيْك بِالْجَمَاعَة، فَإِنَّمَا يَأْكُل الذِّئْب القاصية».
قَالَ زَائِدَة: وَقَالَ السَّائِب: يَعْنِي بِالْجَمَاعَة: الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة.
السَّائِب بن حُبَيْش لَا أعلم روى عَنهُ إِلَّا زَائِدَة، وَقد صحف فِيهِ عبد الرَّحْمَن بْن مهْدي فَقَالَ: السَّائِب بن حَنش.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة، ثَنَا الْفضل بن دُكَيْن، عَن أبي العميس، عَن عَليّ بن الْأَقْمَر، عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد اللَّهِ- هُوَ ابْن مَسْعُود- قَالَ: «من سره أَن يلقى اللَّهِ غَدا مُسلما فليحافظ على هَؤُلَاءِ الصَّلَوَات حَيْثُ يُنَادي بِهن، فَإِن اللَّهِ عز وَجل شرع لنبيكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنَن الْهدى، وإنهن من سنَن الْهدى، وَلَو أَنكُمْ صليتم فِي بُيُوتكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا المتخلف فِي بَيته، لتركتم سنة نَبِيكُم، وَلَو تركْتُم سنة نَبِيكُم لَضَلَلْتُمْ، وَمَا من رجل يتَطَهَّر فَيحسن الطّهُور، ثمَّ يعمد إِلَى مَسْجِد من هَذِه الْمَسَاجِد إِلَّا كتب اللَّهِ عز وَجل لَهُ بِكُل خطْوَة يخطوها حَسَنَة، وَيَرْفَعهُ بهَا دَرَجَة، ويحط بهَا عَنهُ سَيِّئَة، وَلَقَد رَأَيْتنَا وَمَا يتَخَلَّف عَنْهَا إِلَّا مُنَافِق مَعْلُوم النِّفَاق، وَلَقَد كَانَ الرجل يُؤْتِي بِهِ يهادي بَين الرجلَيْن حَتَّى يُقَام فِي الصَّفّ».